عاجل
الإثنين 12 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

توصيات هامة لمواجهة القاتل الصمت

 المنتدى الإقليمي السادس للحد من مخاطر الكوارث يحذر: موجات حر شديدة السنوات القادمة

أرشيفية
أرشيفية

رغم البرودة الشديدة التي تعم المنطقة العربية الآن فإن الأرصاد الجوية تتنبأ بتزايد درجات الحرارة في الصيف القادم كما حدث  في العام الماضي وصلت خلاله إلى مستويات قياسية مرتفعة، حيث تجاوزت بعض المناطق 50 درجة مئوية.



 

وتتزايد موجات الحر، التي وصفت ذات يوم بأنها "القاتل الصامت"، في شدتها ومدتها وتواترها، مما يشكل مخاطر شديدة على صحة الإنسان والاقتصادات والنظم الإيكولوجية.

وفي المنتدى الإقليمي العربي السادس للحد من مخاطر الكوارث الذي عقد بدولة الكويت سلطت جلسة خاصة حول الحرارة الشديدة الضوء على مدى إلحاح هذه الأزمة المتصاعدة والإجراءات اللازمة لتعزيز القدرة على الصمود.

وتماشى النقاش مع نداء الأمين العام للأمم المتحدة للعمل بشأن الحرارة الشديدة، والذي يحث على بذل جهود عالمية لحماية الفئات السكانية الضعيفة، وحماية العمال، وتعزيز القدرة الاقتصادية والمجتمعية على الصمود، وتسريع العمل المناخي.

وترسم توقعات المناخ صورة مثيرة للقلق للمنطقة العربية.. بحلول الفترة 2041-2060، سوف تشهد العديد من المناطق أكثر من 100 يوم في السنة تتجاوز فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية، مع وصول بعضها إلى 175 يومًا سنويًا. والمدن الساحلية، حيث يقيم معظم سكان المنطقة، معرضة للخطر بشكل خاص، حيث يؤدي تأثير جزيرة الحرارة الحضرية إلى تفاقم الأزمة.

وتشكل درجات الحرارة المرتفعة مشكلة صحية عامة وتحديًا كبيرًا للأمن الغذائي وموارد المياه والاستقرار الاقتصادي.

وتؤثر أحداث الحرارة الشديدة بالفعل على سبل العيش. حيث يواجه العمال في الهواء الطلق، مثل العاملين في البناء والزراعة، مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض مرتبطة بالحرارة، في حين تنخفض الإنتاجية الزراعية بسبب الجفاف وفشل المحاصيل والتصحر. وحتى النظم الإيكولوجية البحرية تشعر بالتأثير، مع تبييض الشعب المرجانية وانخفاض مستويات الأكسجين في البحر الأحمر وبحر العرب.

وأكدت الجلسة الخاصة أنه في حين تشتد موجات الحر، فإنها لا يجب أن تؤدي إلى كارثة. فالتخطيط الاستباقي والحوكمة الفعالة والتوعية العامة يمكن أن تساعد في الحد من المخاطر وحماية الأرواح. وتضمنت المناهج الرئيسية التي تمت مناقشتها ما يلي:

تحسين التنبؤ بموجات الحر وأنظمة الإنذار المبكر لضمان تلقي المجتمعات للتنبيهات في الوقت المناسب وقدرتها على اتخاذ تدابير وقائية.

تعزيز أطر حوكمة الحرارة من خلال الاعتراف بموجات الحر باعتبارها كوارث في السياسات الوطنية والمحلية، مما يتيح استجابات أكثر فعالية.

وضع خطط عمل للحرارة مصممة خصيصًا للمدن والمناطق، ودمج تدابير مثل مراكز التبريد والبنية الأساسية المتكيفة مع الحرارة وحملات التوعية العامة.

ضمان التنسيق بين القطاعات، وخاصة بين وكالات إدارة مخاطر الكوارث والخدمات الصحية، لتحسين استراتيجيات الاستجابة والاستعداد.

كما أكدت الجلسة على الحاجة إلى استثمار أكبر في التكيف مع المناخ، وخاصة في الحلول التي تعمل على تبريد البيئات الحضرية، مثل زيادة المساحات الخضراء وإعادة التفكير في تخطيط المدن للحد من امتصاص الحرارة.

دعوة إلى العمل الجماعي

مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يجب أن يصبح معالجة الحرارة الشديدة أولوية لصناع السياسات والمتخصصين والمجتمعات على حد سواء. وقد أبرزت المناقشات التي دارت في المنتدى الإقليمي العربي السادس للحد من مخاطر الكوارث أنه على الرغم من أن التحدي هائل، إلا أن الحلول موجودة – ومع الاستثمارات والسياسات الصحيحة، يمكن للمنطقة أن تصبح أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الحرارة.

الحرارة الشديدة هي قضية مناخية وتحدي تنموي وحالة طوارئ صحية وقلق إنساني. وسوف يتطلب تعزيز القدرة على الصمود اتخاذ إجراءات جريئة والابتكار والتعاون على جميع المستويات. ومع تسابق العالم للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، فإن نهج المنطقة العربية في التعامل مع الحرارة الشديدة سيكون بمثابة اختبار حاسم لقدرتها على التكيف مع المناخ المتغير بسرعة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز